الاثنين، 12 ديسمبر 2011

التقرير الختامي للندوة.


انعقدت بكلية الشريعة بأيت ملول ندوة علمية وطنية في موضوع: "الأمازيغ والوحدة الدينية والوطنية بالمملكة المغربية" أيام الجمعة والسبت والأحد 13-14-15 محرم الحرام 1433 موافق09-10-11 دجنبر 2011، وقد نظمت الندوة المجالس العلمية المحلية لجهة سوس ماسة درعة بتنسيق مع كلية الشريعة بأيت ملول وشارك فيها نخبة من العلماء والباحثين.
    افتتحت الندوة بتلاوة مباركة لما تيسر من أي الذكر الحكيم تلاها المقريء محمد أيت لحسن اوعلي، ثم تتالت كلمات الهيئات المنظمة والمدعوة، وهكذا تناول الكلمة الأستاذ الدكتور محمد جميل رئيس المجلس العلمي المحلي باسم المجالس العلمية المحلية للجهة مرحبا بالحاضرين والمشاركين، ومشيرا إلى أبعاد الندوة وسياقها المعرفي الذي يأتي لرد افعتبار إلى المكون الأمازيغي المغربي بدراسته دراسة علمية موضوعية منصفة في سياق أهميته في الوحدة الدينية والوطنية للملكة المغربية، كما أبرز الأهداف التي تنوي الندوة تحقيقها بجمع ثلة من العلماء والفقهاء والباحثين للتداول بشأن موضوعها ومن أهمها: بيان التنوع الثقافي واللغوي بالمغرب، وإسهام هذا التنوع في الإنجاز الحضاري المغربي، وتحديد إسهام المغاربة بمختلف لغاتهم وثقافاتهم – خاصة الثقافة الامازيغية – في ترسيخ الثوابت الشرعية والوطنية وإظهار تشبث الأمازيغ الوحدة الوطنية ودفاعهم عنها وتمسكهم بالبيعة الشرعية وبإمارة المؤمنين منذ الفتح الإسلامي للمغرب إلى اللحظة الراهنة، وإبراز إسهام الأمازيغ الكبير في خدمة الإسلام، تمسكا بعقيدته وشرعه، ونشرا لمبادئه السمحة، وتأليفا وترجمة لمباحث علومه، وبيان عمل الأمازيغ في مجال خدمة العربية لغة القرآن الكريم تأليفا وبحثا وتدريسا لعلومها، وإبداعا في أدبها نثرا وشعرا، واندماج الأمازيغ في المنظومة الوطنية وإسهامهم في خدمة الوطن إقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
ثم تحدث السيد عميد كلية الشريعة الأستاذ الدكتور عبد العزيز بلاوي مرحبا بالمشاركين في رحاب الكلية، ومبرزا اهمية الندوة في النظر إلى الامازيغية نظرة علمية منصفة تعتمد على النصوص والوثائق والدراسة العلمية الجادة، راجيا للندوة النجاح والتوفيق.
كما تحدث المندوب الجهوي للأوقاف والشؤون الإسلامية عن ترحيب الوزارة بانعقاد امثال هذه الندوة التي تركز على قيم الوحدة والتعاضد بين مكونات الشعب المغربي وتآلفهم وتعاونهم لما فيه مصلحة البلاد تحت إمرة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله.


وقد ضمت الندوة 30 بحثا – دون بحوث الغائبين – في ستة محاور لدراسة موضوع الندوة، وهي:
1-   المحور التاريخي الذي ركز على دراسة أصول الأمازيغ واستيطانهم المغرب منذ فجر التاريخ، وتعميره، وقبولهم الإسلام ودفاعهم عنه جهادا وتعليما، ونشرا شمالا إلى الأندلس وجنوبا إلى غرب إفريقيا وما وراء الصحراء الكبرى.
2-    محور الوحدة والهوية، تناول بالدراسة والتحليل مظاهر الوحدة الدينية والوطنية بالمغرب من خلال تعايش المغاربة أجمعين، أمازيغ أصليين وعربا وافدين وغيرهم، وتعاونهم وتكافلهم لضمان حياة اجتماعية مستقرة مبنية على التشبث بالدين والحفاظ على القيم الإسلامية والوطنية.
3-   المحور الشرعي الذي ركز على جوانب من اهتمام العلماء بالثقافة الأمازيغية العالمة من خلال التأليف والترجمة في مجالات علمية منوعة من عقيدة وفقه وعلوم قرآن وحديث وسيرة نبوية ورقائق ومواعظ ورقائق..
4-   محور اللغة والأدب: بين مظاهر التأثير والتأثر  المتبادل بين اللغتين العربية والأمازيغية من خلال التداخل والامتزاج في المعجم والأسلوب والأسماء.. كما درس بروز البعد الديني في الأدب عموما والشعر خصوصا، ونبوغ الأمازيغ في اللسانين خاصة العربي وتفوقهم في التعبير عن خوالجهم وقضاياهم.
5-    محور النصوص: الذي ركز على عرض مجموعة من النصوص النموذجية التي تمثل الإبداع الأمازيغي في فهم العلوم الشرعية عقيدة وشريعة وفقها وحديثا وسيرة ومواعظ.. والتأليف فيها وترجمتها، وكل ذلك في غالبه يكون نظما، مما يعطي هذه النصوص قيمة كبيرة في المجال المعربي الشرعي والمجال اللغوي الأمازيغي السوسي، إضافة إلى الجانبين التاريخي والاجتماعي.
6-   محور الأعلام والتأليف والترجمة: الذي أبرز عمل طائفة من العلماء والفقهاء في مجال التعليم الشعبي والوعظ والتوجيه، وجهودهم في تبسيط العلوم الشرعية وبثها في محيطهم الاجتماعي والمحلي خدمة للعقيدة الإسلامية وسعيا لوحدة الأمة وتحقيق عبوديتها لله تعالى.

وقد تمخضت هذه الندوة العلمية الوطنية المباركة عن جملة نتائج نذكر منها:
1-    تمثل هذه الندوة منعطفا علميا حاسما في تصحيح مسار التناول العلمي الموضوعي للأمازيغية باعتبارها من المكونات الأساسية للهوية المغربية ومساهما فعالا في الوحدة الدينية والوطنية للملكة المغربية.
2-   تشكل هذه الندوة منطلقا لانصاف الثقافة الأمازيغية العالمة، ورد الاعتبار للعلماء الأمازيغ الذين خدموا الدين الإسلامي واللغة العربية والأمازيغية من مواقعهم العلمية، من مساجد ورباطات وزوايا ومدارس وغيرها..في تكامل وانسجام
3-   أثارت هذه الندوة انتباه الباحثين إلى ضرورة الاهتمام بالتراث الأمازيغي في شقه العلمي دراسة وبحثا، مما يبرز تشبث المغاربة بعقيدتهم الإسلامية وقيمهم الأخلاقية والوطنية.
4-    أبرزت الندوة الجانب المعرفي العلمي للتراث الأمازيغي المتنوع ممثلا في مئات المؤلفات والترجمات والإبداعات التي خدمت علوم الشريعة سرخا وتفسيرا وتعريفا، مما مكن شريحة عريضة من عامة الناس من فهم دينهم وتقريب مبادئه السمحة لهم.
                                       (جانب من المتتبعين للجلسة العلمية الأخيرة يوم الأحد)
ومن خلال هذه النتائج تمت صياغة التوصيات التالية:
1-   الاهتمام بإنشاد المنظومات المازيغية والعناية بالمنشدين، بـ:
·       إحصاء المجيدين منهم ورصد محفوظاتهم.
·       عقد مسابقات وجوائز للاحتفاء بهم وتكريمهم.
·       عقد دورات تكوينية لفائدة الشباب للحفاظ على هذاالفن وحمايته من الاندثار.
·       توثيق هذا التراث ونشره بالوسائط السمعية البصرية.
2-   العناية بالتراث الأمازيغي العلمي في الدرس الجامعي والبحث العلمي، بــ:
·       فتح تكوينات اكاديمية في موضوع الندوة.
·       تشجيع إنجاز البحوث الجامعية التي تهتم بدراسة التراث العلمي الشرعي الأمازيغي.
·       دعم نشر النصوص والأبحاث الجادة المتعلقة بهذا التراث.
3-   تعميق البحث والدراسة في مختلف محاور الندوة، بتخصيص سلسلة من الندوات العلمية الراتبة.
4-   حث القناة السادسة على بث أعمال هذه الندوة كاملة لتعم الفائدة.
5-   حث السادة الأساتذة المشاركين على موافاة اللجنة التنظيمية  ببحوثهم محررة ومنقحة في أجل لا يتعدى 16 يناير 2012 للتمكن من طبع أعمال الندوة ونشرها في أقرب وقت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للتواصل

البريد الإلكتروني:
cloagadir@hotmail.fr

- البريد العادي:

المجلس العلمي المحلي لأكادير، مسجد محمد الخامس تالبرجت، أكادير